رب أخ لم تلده أمك
كثيرا ما نسمع هذه العباره و تمر مرور الكرام علينا و لكنها صحيحة مائة بالمائة
و خير دليل على هذه الجمله هو الحاج حسين طايل عديلى
و العديل لمن لم يعرف هو زوج أخت الزوجه
ربما يرى البعض أن القرابة بعيدة جدا جدا و لكن بالنسبة لى قرابة من الدرجة الأولى
فأنا كنت أراه أخى الأكبر و صديقى الأوحد و رفيقى العزيز و إن كان فارق السن بيننا كبير و لكنى لم أشعر به
هو فى بداية الخمسينات و أنا فى منتصف الثلاثينيات
و لكن فى اى ظرف سواء فى فرح أو حزن او اى كارثة فكان أتصالى الأول يكون به و يكون موجود عندى فى خلال 10 دقائق
و يظل مرافقنى فى هذه المحنة حتى زوالها
دائما ما كان يشعرنى أننى أحد اخوانه الأشقاء بل و أحيانا كان يخصنى بأسرار ربما لا يعرفها أشقاءه
و أنا و إن كان لى أشقاء و لكن بكل صراحة كنت أشعر دائما أنه أخى السند
أنا لم أتأثر بوفاة أحد فى حياتى سوى بأبى و هذا الرجل
عند وفاة أبى شعرت بأن ظهرى قد أنكسر
و عند وفاة الحاج حسين شعرت باليتم
قد يبدو هذا غريبا لكم و لكن و الله هذه هى الحقيقة شعرت باليتم
و الأغرب أننى قد قمت بتغسيل والدى و تكفينه و نزلت معه القبر و لكن مع الحاج حسين لم أستطع حتى النظر إليه لهول صدمتى
لم أستطع أن أراه و هو يغسل او فى كفنه و أشعر إلى الأن أننى فى حلم و أنتظر من يقوم بأستيقاظى من هذا الكابوس الرهيب
حتى أننى قلت لزوجتى و أنا أبكى و هى فى الشهر السابع من حملها الأن بمن أتصل عند ولادتك؟ فمن كنت أتصل به و يرافقنى طول رحلة ولادتك قد مات
هذا الرجل يشهد الجميع له بحسن الخلق و السيره و أنفاقه فى الخير و كفالته للأيتام ووقوفه مع المحتاجين و صلاته و قيامه و تهجده فى رمضان و صومه و حبه للسنه
فكانت حسن خاتمته خير هدية من الله عز و جل
فقد مات مبطون فله إن شاء الله أجر شهيد
قبل أن يعمل العملية جلس مع زوجته و أوصاها ثم جلسه أخرى مع أخ له و أوصاه
فبعد العملية دخل فى غيبوبة لمدة أسبوعين و عند أفاقته منها قال للجميع أحبكم كلكم و مسامح الجميع
ثم رفع سبابته و تشهد و بعد تشهده فارق الحياه
سبحان الله العظيم
يظل فى غيبوبة لمدة أسبوعين و يفيقه الله عز و جل ليودع أهله و يتشهد
و الله أن حسن خاتمته هى ما أثلجت صدرى و ألهمنى الله الصبر بسببها
و لكن لفراقك يا رفيقى العزيز لمحزونون محزونون
و إنا لله و إنا إليه راجعون