السبت، 25 يونيو 2011

وداعاااااااااا رفيقى العزيز

رب أخ لم تلده أمك

كثيرا ما نسمع هذه العباره و تمر مرور الكرام علينا و لكنها صحيحة مائة بالمائة

و خير دليل على هذه الجمله هو الحاج حسين طايل عديلى

و العديل لمن لم يعرف هو زوج أخت الزوجه

ربما يرى البعض أن القرابة بعيدة جدا جدا و لكن بالنسبة لى قرابة من الدرجة الأولى

فأنا كنت أراه أخى الأكبر و صديقى الأوحد و رفيقى العزيز و إن كان فارق السن بيننا كبير و لكنى لم أشعر به

هو فى بداية الخمسينات و أنا فى منتصف الثلاثينيات

و لكن فى اى ظرف سواء فى فرح أو حزن او اى كارثة فكان أتصالى الأول يكون به و يكون موجود عندى فى خلال 10 دقائق

و يظل مرافقنى فى هذه المحنة حتى زوالها

دائما ما كان يشعرنى أننى أحد اخوانه الأشقاء بل و أحيانا كان يخصنى بأسرار ربما لا يعرفها أشقاءه

و أنا و إن كان لى أشقاء و لكن بكل صراحة كنت أشعر دائما أنه أخى السند

أنا لم أتأثر بوفاة أحد فى حياتى سوى بأبى و هذا الرجل

عند وفاة أبى شعرت بأن ظهرى قد أنكسر

و عند وفاة الحاج حسين شعرت باليتم

قد يبدو هذا غريبا لكم و لكن و الله هذه هى الحقيقة شعرت باليتم

و الأغرب أننى قد قمت بتغسيل والدى و تكفينه و نزلت معه القبر و لكن مع الحاج حسين لم أستطع حتى النظر إليه لهول صدمتى

لم أستطع أن أراه و هو يغسل او فى كفنه و أشعر إلى الأن أننى فى حلم و أنتظر من يقوم بأستيقاظى من هذا الكابوس الرهيب

حتى أننى قلت لزوجتى و أنا أبكى و هى فى الشهر السابع من حملها الأن بمن أتصل عند ولادتك؟ فمن كنت أتصل به و يرافقنى طول رحلة ولادتك قد مات

هذا الرجل يشهد الجميع له بحسن الخلق و السيره و أنفاقه فى الخير و كفالته للأيتام ووقوفه مع المحتاجين و صلاته و قيامه و تهجده فى رمضان و صومه و حبه للسنه

فكانت حسن خاتمته خير هدية من الله عز و جل

فقد مات مبطون فله إن شاء الله أجر شهيد

قبل أن يعمل العملية جلس مع زوجته و أوصاها ثم جلسه أخرى مع أخ له و أوصاه

فبعد العملية دخل فى غيبوبة لمدة أسبوعين و عند أفاقته منها قال للجميع أحبكم كلكم و مسامح الجميع

ثم رفع سبابته و تشهد و بعد تشهده فارق الحياه

سبحان الله العظيم

يظل فى غيبوبة لمدة أسبوعين و يفيقه الله عز و جل ليودع أهله و يتشهد

و الله أن حسن خاتمته هى ما أثلجت صدرى و ألهمنى الله الصبر بسببها

و لكن لفراقك يا رفيقى العزيز لمحزونون محزونون

و إنا لله و إنا إليه راجعون